هل تستيقظ كل صباح وأنت تشعر بألم يشل حركتك؟ التهاب المفصل العجزي الحرقفي قد يكون السبب الخفي وراء معاناتك اليومية، أتذكر جيدًا ذلك اليوم حين حاولت النهوض من فراشك لكن الألم الحاد في أسفل ظهرك أجبرك على البقاء عاجزًا عن الحركة.

هذا لم يكن مجرد ألم عابر، ومع تناوب الكثير من التساؤلات في ذهنك، قمنا بإعداد مقال تفصيلي عن هذا المرض، أسبابه، أعراضه بالإضافة إلى طرق علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي​.

ما هي اسباب التهاب المفصل العجزي الحرقفي؟

يحدث ألتهاب المفصل العجزي الحرقفي نتيجة مجموعة متنوعة من العوامل، وقد تختلف هذه الأسباب من مريض إلى آخر، وفيما يلي نستعرض أبرز أسباب الإصابة بهذا الالتهاب:

1- أمراض المفاصل الالتهابية

تعد أمراض المفاصل الالتهابية من الأسباب الرئيسية لحدوث التهاب المفصل العجزي الحرقفي، وتشمل:

  • التهاب الفقار اللاصق: وهو مرض مناعي مزمن، يؤثر بشكل رئيسي على العمود الفقري والمفاصل الكبيرة في الجسم، بما في ذلك المفصل العجزي الحرقفي، ويسبب التهابًا مزمنًا، يمكن أن يؤدي إلى تيبس وألم شديد.
  • التهاب المفاصل الصدفي: هو نوع من التهاب المفاصل يرتبط بمرض الصدفية الجلدي، ويمكن أن يؤثر على المفصل العجزي الحرقفي، مسببًا التهابًا وألمًا يصعب تحمله في بعض الحالات.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي: وهو اضطراب مناعي ذاتي، يهاجم فيه جهاز المناعة أنسجة الجسم السليمة، مما قد يؤدي إلى التهاب المفاصل بما فيها المفصل العجزي الحرقفي.
  • أمراض الجهاز الهضمي الالتهابية: مثل مرض التهاب القولون التقرحي، والذي غالبًا ما يرتبط بالتهاب المفاصل خارج الأمعاء، بما في ذلك التهاب المفصل العجزى الحرقفى.

2- العوامل الميكانيكية

تلعب العوامل الميكانيكية دورًا كبيرًا في الإصابة بـ التهاب المفصل العجزي الحرقفي، وتشمل:

  • الإصابات والصدمات: مثل السقوط التعرض لحادث سيارة، إذ يمكن أن تؤدي الإصابات المباشرة إلى تمزق في الأربطة المحيطة بالمفصل، مما يؤدي إلى عدم استقراره وزيادة احتمالية الالتهاب.
  • الحمل: تعمل هرمونات الحمل خاصًة هرمون الريلاكسين على إرخاء الأربطة والمفاصل في الحوض؛ وذلك لتسهيل عملية الولادة، مما قد يسبب عدم استقرار المفصل والتهابه.
  • اختلاف طول الساقين: يؤدي اختلاف طول الساقين إلى توزيع غير متساوٍ للوزن على المفصلين العجزيين الحرقفيين، مما يزيد الضغط على أحد المفصلين ويسبب التهابه
  • الوزن الزائد: الوزن الزائد يضع ضغطًا إضافيًا على المفصل العجزي الحرقفي، مما قد يسّرع من تآكله ويسبب التهابه.
  • النشاط البدني المفرط: الأنشطة التي تتطلب حركات متكررة للحوض، مثل الجري لمسافات طويلة أو رفع الأثقال أو الرياضات التي تتضمن القفز المتكرر يمكن أن تسبب إجهاد زائد على المفصل العجزي الحرقفي.
  • الوضعيات الخاطئة: الجلوس لفترات طويلة بوضعية خاطئة أو النوم على فراش غير مناسب يمكن أن تضع ضغطًا غير طبيعي على المفصل العجزي الحرقفي، وتؤدي إلى التهابه مع مرور الوقت.

علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي​

اعراض التهاب المفصل العجزي الحرقفي

تختلف أعراض إلتهاب المفصل العجزي الحرقفي من مريض إلى آخر، وقد تتراوح شدتها من خفيفة إلى شديدة، وفيما يلي أبرز الأعراض التي قد يعاني منها المصابون:

  • المعاناة من الألم، والذي غالبًا ما يكون في منطقة أسفل الظهر، وقد يصل إلى الفخذين والساقين.
  • الإصابة بالتيبس والحركة المحدودة، حيث يشعر المصابون بتيبس في منطقة أسفل الظهر والحوض عند الاستيقاظ صباحًا، وقد يستمر هذا التيبس لمدة تزيد عن ساعة.
  • التعب العام، وذلك نتيجة الألم المزمن والضغط النفسي المصاحب له.
  • اضطرابات النوم، وذلك بسبب صعوبة العثور على وضعية مريحة للنوم دون الشعور بالألم.
  • تغيرات في المشية؛ حتى يستطيع المريض التخفيف من الضغط على المفصل المصاب.

تشخيص التهاب المفصل العجزي الحرقفي

يعتبر تشخيص إلتهاب المفصل العجزي الحرقفي تحديًا في بعض الأحيان، نظرًا لتشابه أعراضه مع حالات أخرى تصيب أسفل الظهر، ويعتمد التشخيص الدقيق على مجموعة من الإجراءات، والتي تتمثل في الآتي:

1- الفحص السريري

يبدأ التشخيص بفحص طبي شامل يتضمن:

  • التاريخ المرضي: يسأل الطبيب عن طبيعة الألم ومدته وما يزيده سوءًا، بالإضافة إلى التاريخ المرضي الخاص بالعائلة.
  • الفحص البدني: يقوم الطبيب بفحص المنطقة المصابة والضغط على نقاط محددة حول المفصل العجزي الحرقفي؛ لتحديد موقع الألم.
  • تقييم المشية والوقفة: يقوم الطبيب بمراقبة طريقة مشي المريض ووقفته؛ للبحث عن أي تغييرات قد تشير إلى مشاكل في المفصل العجزي الحرقفي.

2- التصوير الطبي

يستخدم الأطباء مجموعة من تقنيات التصوير؛ للمساعدة في تشخيص التهاب المفصل العجزي الحرقفي، مثل:

  • الأشعة السينية (X-Ray): تساعد في استبعاد حالات أخرى، مثل كسور العظام أو التغيرات التنكسية في العمود الفقري، ومع ذلك، قد لا تظهر الأشعة السينية التغيرات المبكرة في المفصل العجزي الحرقفي.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يعطي صورة تفصيلية للأنسجة الرخوة والعظام، ويمكن أن يظهر الالتهاب والتورم في المفصل العجزي الحرقفي وما حوله.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يوفر صورًا مقطعية للعظام والأنسجة، ويمكن أن يساعد في تحديد التغيرات الهيكلية في المفصل العجزي الحرقفي.
  • تصوير العظام بالنظائر المشعة (Bone Scan): يمكن أن يكشف عن زيادة النشاط الاستقلابي في المفصل، مما قد يشير إلى التهاب أو عدوى.

اعراض التهاب المفصل العجزي الحرقفي

هل التهاب المفصل العجزي الحرقفي خطير؟

في معظم الحالات، لا يعتبر التهاب المفصل العجزى الحرقفى حالة خطيرة تهدد حياة المريض، ولكن هذا لا يعني التقليل من شأنه أو إهماله، فإذا تُرك دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض؛ لذلك من المهم فهم مدى خطورة هذه الحالة والتعامل معها بجدية.

مضاعفات التهاب المفصل العجزي الحرقفي

إذا لم يتم علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفى بشكل مناسب، قد تحدث بعض المضاعفات التي تؤثر على صحة المريض وجودة حياته. فيما يلي أبرز هذه المضاعفات:

  • الألم المزمن: قد يتطور الألم الحاد إلى ألم مزمن يصعب علاجه ويؤثر على جميع جوانب الحياة.
  • تقييد الحركة: يمكن أن يؤدي الالتهاب المستمر إلى تيبس في المفصل العجزي الحرقفي، مما يحد من القدرة على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية.
  • ضعف العضلات: مع تجنب الحركة بسبب الألم، قد تضعف العضلات المحيطة بالحوض والفخذين، مما يزيد من عدم استقرار المفصل ويفاقم المشكلة.
  • تغيرات في المشية: قد يغير المصاب طريقة مشيته للتخفيف من الألم، مما قد يؤدي إلى مشاكل إضافية في الركبتين أو الكاحلين أو العمود الفقري.

هل التهاب المفصل العجزي الحرقفي مزمن؟

في العادة، لا يعتبر هذا المرض مزمنًا، ولكن هذا في حالة تم علاجه مبكرًا فور ظهور الأعراض، أما إذا تم إهماله ومع الإصابة ببعض الأمراض المزمنة الأخرى، قد يكون ألتهاب المفصل العجزي الحرقفي مرضًا يعجز الأطباء عن علاجه.

أقرأ ايضا عن: مخاطر عملية تغيير مفصل الحوض

علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي

يهدف علاج ألتهاب المفصل العجزي الحرقفي إلى تخفيف الألم، تقليل الالتهاب، استعادة وظيفة المفصل وتحسين جودة حياة المريض؛ لهذا، فهو يتطلب الجمع بين عدة خيارات علاجية، فيما يلي استعراض لأهم طرق علاج المرض:

1- العلاج الدوائي

تشكل الأدوية جزءًا أساسيًا من علاج المرض، خاصًة في المراحل المبكرة، مثل:

  • الأدوية المضادة للالتهاب: والتي تعمل هذه الأدوية على تقليل الالتهاب وتخفيف الألم.
  • مسكنات الألم: والتي تُستخدم عند الحاجة؛ للتخفيف من حدة الألم.
  • مرخيات العضلات: تساعد في تخفيف تشنج العضلات المصاحب للمرض.

يجدر الإشارة إلى أن أفضل دواء لعلاج التهاب مفصل الحوض هو الذي يناسب حالة المريض الخاصة، ويحدده الطبيب بناءًا على سبب الالتهاب، شدة الأعراض والحالة الصحية العامة للمريض.

2- الحقن العلاجية

تعد الحقن العلاجية خيارًا فعالًا للمرضى الذين لم يستجيبوا بشكل كافٍ للأدوية الفموية أو الموضعية، وتشمل:

  • حقن الكورتيكوستيرويد: توفر هذه الحقن تخفيفًا سريعًا للألم والالتهاب، ولكن تأثيرها قد يكون مؤقتًا.
  • حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية: تستخرج البلازما من دم المريض نفسه وتحقن في المفصل المصاب، تحتوي على عوامل نمو تساعد في تعزيز الشفاء وتقليل الالتهاب، وأظهرت نتائج جيدة في حالات مرضية مشابهة.

3- العلاج الطبيعي

تمارين التهاب المفصل العجزي الحرقفي والعلاج الطبيعي ركنًا أساسيًا في علاج المرض، حيث تساعد على:

  • تقوية العضلات: خاصة عضلات البطن، الظهر، الحوض والأليتين، والتي تدعم المفصل العجزي الحرقفي وتساعد في استقراره.
  • تحسين المرونة: تمارين الإطالة تساعد في تحسين مرونة العضلات والأربطة حول المفصل العجزي الحرقفي، مما يقلل من الضغط عليه.
  • تصحيح الوضعية: تعلم الوضعيات الصحيحة للجلوس، الوقوف ورفع الأشياء؛ للتقليل من الضغط على المفصل العجزي الحرقفي.

4- التدخل الجراحي

في الحالات الشديدة المستعصية التي لا تستجيب للعلاجات المحافظة، قد يكون التدخل الجراحي خيارًا لا بديل له، ويشمل:

  • تثبيت المفصل العجزي الحرقفي: يتم فيه دمج عظام المفصل العجزي الحرقفي معًا باستخدام البراغي أو القضبان المعدنية.، يهدف هذا الإجراء إلى تقليل الحركة في المفصل وبالتالي تقليل الألم.
  • استبدال المفصل العجزي الحرقفي: وهذا إجراء نادر نسبيًا، يتضمن استبدال المفصل بمفصل صناعي.
  • العلاج بالموجات الراديوية: تستخدم الموجات الراديوية لتخثر الأعصاب التي تنقل إشارات الألم من المفصل العجزي الحرقفي، مما يوفر تخفيفًا طويل المدى للألم.

تشخيص التهاب المفصل العجزي الحرقفي

علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي بالاعشاب

يلجأ بعض المرضى إلى علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي بالاعشاب كمكمل للعلاجات التقليدية، وذلك على الرغم من أن الأدلة العلمية على فعالية الأعشاب محدودة، إلا أن بعض المرضى يلجئون إليها، ومنها:

  • الكركم: يحتوي على مادة الكركمين التي تمتلك خصائص مضادة للالتهاب، يمكن تناوله على شكل مكملات غذائية أو إضافته إلى الطعام.
  • الزنجبيل: له خصائص مضادة للالتهاب ومسكنة للألم، يمكن تناوله كشاي أو إضافته إلى الطعام أو تناوله كمكمل غذائي.
  • عشبة إكليل الجبل (الروزماري): تحتوي على مواد مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب، ويمكن استخدامها موضعيًا على شكل زيوت أو كمكملات غذائية.

سرطان المفصل العجزي الحرقفي

سرطان المفصل العجزي الحرقفي هو ورم يتكون في منطقة الحوض، ويشمل المفصل العجزي الحرقفي، ويمكن أن ينتشر الورم داخل عظام المفصل ويمتد إلى المناطق المجاورة، بما في ذلك القناة العجزية، مما قد يؤدي إلى الضغط على جذور الأعصاب العجزية وأعضاء الحوض.

اتهاب المفصل العجزي الحرقفي من المشكلات الصحية التي تؤثر على حياة الكثيرين، ولكن مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن السيطرة على الأعراض والعودة لممارسة الحياة بشكل طبيعي.

ونحن في مركز Boneclinic، نقدم رعاية متكاملة لمرضى التهاب المفصل العجزي الحرقفي، تشمل التشخيص الدقيق باستخدام أحدث التقنيات، والعلاج المخصص لكل حالة، سواء كان دوائيًا أو بالعلاج الطبيعي أو بالحقن أو حتى التدخل الجراحي إذا لزم الأمر، فلا تدع هذه المشكلة تحد من نشاطك وتؤثر على جودة حياتك، احجز موعد استشارتك اليوم وتمتع بحياة خالية من الألم.

أقرأ المزيد عن: علاج عضلة الضامة