علاج الشوكة العظمية يعد ضرورة ملحة للكثيرين ممن يعانون من هذه المشكلة الصحية الشائعة، والتي تصيب القدم، مما يؤثر سلبًا على الحياة اليومية للمصاب، وتتعدد أسباب الإصابة بها، وتتنوع أعراضها من مريض إلى آخر، كما تتعدد طرق علاجها بين الطرق التقليدية والتقنيات الحديثة.

وفي هذا المقال، نستعرض أسباب المرض وأعراضه، ونتناول بالتفصيل أحدث طرق العلاج، بدايًة من حقن البلازما، مرورًا بالموجات التصادمية والليزر، وصولاً إلى العلاج الطبيعي والجراحة.

اسباب الشوكة العظمية

تتكون الشوكة العظمية نتيجة ترسب الكالسيوم على سطح عظم الكعب، مما يؤدي إلى تكوين نتوء عظمي صغير يبرز من الجزء السفلي للكعب، ورغم صغر حجمها، فإنها تتسبب في آلام شديدة عند المشي أو الوقوف، وتتعدد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض، ومنها:

  • الضغط المتكرر على منطقة الكعب، خاصًة عند الوقوف أو المشي لفترات طويلة على أسطح صلبة، مما يزيد من الإجهاد على أربطة القدم وأوتارها.
  • الإصابة بالتهاب اللفافة الأخمصية، وهو التهاب في النسيج الذي يمتد من الكعب إلى أصابع القدم، ويعتبر من أكثر المشكلات ارتباطًا بالمرض.
  • ارتداء الأحذية غير المناسبة والتي لا توفر دعمًا كافيًا للقدم تزيد من الضغط على الكعب، مما يساهم في تكوين الشوكة العظمية.
  • السمنة والوزن الزائد، حيث تضع السمنة ضغطًا إضافيًا على القدمين، مما يزيد من فرص تطور المرض.
  • تشوهات القدم، مثل القدم المسطحة أو القدم ذات القوس العالي، والتي تؤثر على طريقة توزيع الوزن على القدم.
  • الأنشطة الرياضية العنيفة مثل الجري والقفز خاصًة على الأسطح الصلبة تزيد من الضغط على الكعب.

علاج الشوكة العظمية بالحقن البلازما​

اعراض الشوكة العظمية وعلاجها

تظهر أعراض الشوكة العظمية بشكل تدريجي، وقد تختلف حدتها من مريض إلى آخر، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:

  • ألم حاد في منطقة الكعب، خاصًة عند الاستيقاظ صباحًا ووضع القدم على الأرض لأول مرة، أو بعد فترات طويلة من الراحة.
  • شعور بحرقة أو وخز في الكعب، ويزداد عادةً مع المشي أو الوقوف لفترات طويلة.
  • تورم واحمرار في منطقة الكعب، والذي قد يكون مصحوبًا بارتفاع في درجة الحرارة الموضعية.
  • تيبس في القدم خاصًة في الصباح، ويتحسن تدريجيًا مع الحركة.
  • صعوبة في المشي خاصًة مع المسافات الطويلة أو على أسطح صلبة.

علاج الشوكة العظمية

يعتمد علاج الشوكة العظمية بشكل أساسي على شدة الأعراض والحالة الصحية العامة للمريض، ويتم تحديد خطة العلاج المناسبة بعد التشخيص الدقيق من قِبل الطبيب المعالج.

وتعدد طرق العلاج، فقد يستخدم المريض مرهم لعلاج الشوكة العظمية كخطوة أولى للتخفيف من الألم، حيث تساعد المراهم المضادة للالتهاب في تخفيف الألم والالتهاب الموضعي، كما يمكن استخدام كمادات الثلج لتقليل الالتهاب، ونقع القدم في محلول من الماء الدافئ والملح؛ للمساعدة في تخفيف التوتر العضلي.

لكن هذه الطرق لا تُغني عن اتباع الأساليب العلاجية المتطورة، والتي أثبتت فعاليتها في علاج هذه المشكلة، ومن أبرز طرق علاج الشوكة العظمية ما يلي:

علاج الشوكة العظمية بالحقن البلازما

يعتبر العلاج بحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) من التقنيات الحديثة والمبتكرة في مجال علاج الشوكة العظمية، وتُستخرج البلازما من دم المريض نفسه، ويتم فصلها باستخدام جهاز الطرد المركزي، ثم تُحقن مباشرة في منطقة الإصابة.

تحتوي البلازما على عوامل النمو التي تساعد في تسريع عملية شفاء الأنسجة المتضررة، وتقليل الالتهاب في منطقة الكعب، وتحفيز إنتاج الكولاجين الضروري لإصلاح الأنسجة، بالإضافة إلى تحسين الدورة الدموية في المنطقة المصابة.

تستغرق الجلسة الواحدة حوالي 30 دقيقة، قد يحتاج المريض إلى 3 جلسات، وذلك على مدار فترة تتراوح ما بين 4 إلى 6 أسابيع؛ للحصول على أفضل النتائج.

ومن مميزات العلاج بحقن البلازما أنه آمن نسبيًا، كونه يستخدم مكونات من جسم المريض نفسه، مما يقلل من فرص حدوث ردود فعل تحسسية، كما أنه يعالج المشكلة من جذورها، بدلاً من مجرد تخفيف الأعراض مؤقتًا.

علاج الشوكة العظمية

علاج الشوكة العظمية بالموجات التصادمية

يعد العلاج بالموجات التصادمية من التقنيات غير الجراحية الحديثة، والتي أثبتت فعاليتها في علاج الشوكة العظمية، خاصًة في الحالات التي لم تستجب للعلاجات التقليدية.

وتعمل الموجات التصادمية عن طريق توجيه موجات صوتية عالية الطاقة إلى منطقة الإصابة، مما يؤدي إلى تحفيز عملية الشفاء الذاتي للجسم، وتحسين تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، وتقليل الالتهاب وتخفيف الألم، علاوةً على تفتيت الترسبات الكلسية التي تشكل الشوكة العظمية.

يتم إجراء جلسات العلاج بالموجات التصادمية في العيادة، وتستغرق الجلسة الواحدة حوالي 20 دقيقة، وعادةً ما يحتاج المريض إلى 5 جلسات على مدار فترة تتراوح ما بين 3 إلى 5 أسابيع؛ للحصول على نتائج مرضية.

من مميزات هذا العلاج أنه غير جراحي، ولا يتطلب تخديرًا، ويمكن للمريض العودة إلى ممارسة نشاطاته اليومية مباشرة بعد الجلسة، كما أن نسبة نجاحه عالية، حيث تشير الدراسات إلى أن حوالي 80% من المرضى يشعرون بتحسن ملحوظ بعد إكمال برنامج العلاج.

تعرف على المزيد عن: علاج تمزق اربطة الكاحل

علاج الشوكة العظمية بالليزر

العلاج بالليزر هو أحد الخيارات الحديثة المستخدمة في علاج الشوكة العظمية، ويعمل عن طريق توجيه شعاع ليزر ذو طاقة منخفضة إلى منطقة الإصابة، مما يساهم في تحفيز إنتاج الاندورفين الطبيعي في الجسم، مما يساعد في تخفيف الألم، وتحسين الدورة الدموية في المنطقة المصابة، بالإضافة إلى تقليل الالتهاب وتخفيف التورم، وتسريع عملية الشفاء الطبيعية للأنسجة المتضررة.

تتميز جلسات العلاج بالليزر بأنها قصيرة، حيث تستغرق الجلسة الواحدة حوالي 15 دقيقة فقط، وعادةً ما يحتاج المريض إلى سلسلة من الجلسات، تتراوح ما بين 6 إلى 12 جلسة، بمعدل جلستين أو ثلاث أسبوعيًا.

من أهم مميزات العلاج بالليزر أنه غير مؤلم وغير جراحي، ولا يسبب أي آثار جانبية خطيرة، كما أنه لا يتطلب فترة نقاهة، ويمكن للمريض العودة إلى نشاطاته اليومية مباشرة بعد الجلسة.

علاج الشوكة العظمية بالعلاج الطبيعي

يلعب العلاج الطبيعي دورًا مهمًا في علاج الشوكة العظمية، ويعتبر من الركائز الأساسية في خطة العلاج، ويهدف إلى تقوية عضلات القدم والساق، وتحسين مرونة الأوتار، وتصحيح طريقة المشي، مما يساعد في تخفيف الضغط على منطقة الكعب.

يشمل برنامج العلاج الطبيعي عدة تقنيات وتمارين، من بينها:

  • تمارين التمدد والإطالة: لتقوية عضلات الساق والقدم وزيادة مرونة وتر العرقوب واللفافة الأخمصية.
  • العلاج بالتبريد والتسخين: استخدام كمادات الثلج لتخفيف الالتهاب، والكمادات الدافئة لتحسين الدورة الدموية وزيادة مرونة الأنسجة.
  • التدليك العميق للأنسجة: يساعد في فك التشنجات العضلية وتخفيف الألم.
  • التحفيز الكهربائي للأعصاب: يستخدم للمساعدة في تقليل الألم وتحفيز الشفاء.
  • الموجات فوق الصوتية: تساعد في تخفيف الالتهاب وتسريع عملية الشفاء.

بالإضافة إلى ذلك، يقوم المعالج الطبيعي بتوفير نصائح حول اختيار الأحذية المناسبة، واستخدام الدعامات والنعال الطبية، وتعديل الأنشطة اليومية؛ لتقليل الضغط على القدم.

يُنصح عادة بممارسة التمارين بانتظام حتى بعد تحسن الأعراض؛ للوقاية من تكرار الإصابة، ويجب أن تتم جميع التمارين تحت إشراف معالج طبيعي مؤهل؛ لضمان أدائها بشكل صحيح وتجنب أي ضرر محتمل.

كما يمكن دمج علاج الشوكة العظمية بالأعشاب مع العلاج الطبيعي، حيث تساعد بعض الأعشاب مثل الزنجبيل والكركم في تقليل الالتهاب بشكل طبيعي، ويمكن استخدامها كمكملات غذائية أو كمادات موضعية بعد استشارة الطبيب المعالج.

علاج الشوكة العظمية بالجراحة

تعتبر الجراحة الخيار الأخير في علاج الشوكة العظمية، ويتم اللجوء إليها فقط عندما تفشل الطرق العلاجية الأخرى غير الجراحية في تخفيف الأعراض بعد فترة علاج كافية، والتي تستغرق تقريبًا 12 شهرًا، ومن بين الإجراءات الجراحية التي يمكن استخدامها ما يلي:

  1. استئصال الشوكة العظمية: وهي عملية يتم فيها إزالة النتوء العظمي الذي يسبب الألم، وتتم إما بالطريقة التقليدية المفتوحة أو باستخدام المنظار الجراحي، والذي يتميز بكونه أقل تدخلًا وأسرع في التعافي.
  2. تحرير اللفافة الأخمصية: في هذه العملية، يتم قطع جزء من اللفافة الأخمصية؛ لتخفيف الشد والضغط على مكان الإصابة.
  3. إزالة التكلسات: وهي عملية لإزالة الترسبات الكلسية التي تكونت على الأوتار والأربطة في منطقة الكعب.

بعد إجراء الجراحة، تبدأ مرحلة التعافي، والتي تقتضي الالتزام بالراحة التامة، وتجنب الضغط الزائد على القدمين، وبعدها يبدأ المريض باتباع بعض إجراءات الوقاية، حيث يمكن استخدام علاج الشوكة العظمية بالماء والملح كإجراء وقائي، حيث يساعد ذلك على تخفيف التوتر العضلي وتحسين الدورة الدموية.

كم يستغرق علاج الشوكة العظمية؟

طرق علاج الشوكة العظمية​

يتساءل الكثير من المصابين بالشوكة العظمية عن المدة التي يستغرقها العلاج، حتى يتخلصوا من الألم، ويعودوا لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وفي الحقيقة، هذه المدة تختلف من مريض إلى آخر، اعتمادًا على عدة عوامل، وهي:

  • شدة الإصابة.
  • طريقة العلاج المتبعة.
  • الالتزام بتعليمات الطبيب.
  • الحالة الصحية العامة.

وقد يبحث البعض عن افضل علاج للشوكة العظمية؛ للتخلص من الألم في أقرب وقت ممكن، وفي هذه الحالة، قد يلجأ الطبيب إلى حقن الكورتيزون، والتي توفر راحة سريعة من الألم، أو استخدام العلاج بالموجات التصادمية، والذي يمكن أن يعطي نتائج ملموسة بعد عدة جلسات.

تجربتي مع الشوكة العظمية

تروي أحد المرضى رحلة علاج الشوكة العظمية مع عيادة Boneclinic قائلاً: “عانيت لأكثر من عام من آلام مبرحة في كعب قدمي اليمنى، جعلتني أعجز عن المشي لمسافات قصيرة أو حتى الوقوف لدقائق، وعجزت حتى المسكنات عن تخفيف الألم.”

وأكمل قائلًا: “نصحني صديق مقرب بزيارة عيادة Boneclinic، وشعرت داخلها بالاحترافية في التعامل، حيث قام دكتور وائل بدر المختص بإجراء تشخيص دقيق وأخبرني أنني أعاني من شوكة عظمية حادة، وبدأت رحلة العلاج بخطة متكاملة، شملت جلسات العلاج بالموجات التصادمية والعلاج الطبيعي.”

واسترد: “ما أدهشني حقًا هو التحسن الملحوظ بعد الجلسة الثالثة، حيث بدأت الآلام تخف تدريجيًا، وبعد أسبوعين فقط استطعت المشي دون الشعور بذلك الألم المزعج، واليوم أستطيع أن أقول إن تجربتي كانت استثنائية بكل المقاييس، وأصبحت حياتي اليومية خالية من الألم، لهذا أنصح كل من يعاني من آلام مشابهة بعدم التردد في زيارة Boneclinic.”

في الختام، يمكن القول أن علاج الشوكة العظمية في عيادتنا يتم بأحدث التقنيات والأساليب العلاجية المتطورة، وذلك تحت إشراف فريق طبي متخصص تحت ادارة دكتور وائل بدر، كما نحرص دائمًا على تقديم خطة علاجية متكاملة، تناسب كل حالة، وتضمن نتائج مثالية في أقصر وقت ممكن.

نفخر بتقديم أسرع علاج للشوكة العظمية، وذلك من خلال تشخيص دقيق يحدد الأسلوب المناسب لكل مريض، لذا لا تدع آلام القدم تؤثر على نمط حياتك اليومية، وبادر بحجز موعد الاستشارة مع خبرائنا في العظام والمفاصل عبر زيارة موقعنا الإلكتروني.

أقرأ المزيد عن: تكلفة عملية الفلات فوت